يتساءل أصحاب المتاجر والمسوقين عن طريقة كتابة وصف لمنتجاتهم في مواقعهم، كيف ينبغي أن تكون؟ ما الطول المفترض؟ وما الشكل الأفضل الذي ينبغي أن تكون عليه؟ لا شك أن ما يقلقهم هو أنهم يعرفون أن جودة وصف المنتج إما أن يرفع قيمة المبيعات أو يهوي بها!! خصوصًا إذا لم يتضمن الوصف تلك المعلومات التي يحتاجها المتسوق لاتخاذ قرار الشراء.
ويُعد توفير تفاصيل وشرح للمنتجات أمرًا حاسمًا إذا أردت أن ينقر المتسوق زر “أضف إلى عربة التسوق”، وأن يكون متجرك أو منتجك الذي تبيعه مختلفًا عن منافسيك.
وسواء كان لمنتجك المعروض في مواقع تسويق المنتجات وظيفة محددة مثل آلة كاميرا، أو غرضًا شخصيًا مثل الملابس،
فإن كل منتج صُمّم بالأساس لتحسين حياة المستهلك بطريقة أو بأخرى،
أثناء تصفح العميل للموقع فإنه يتخيل بشكل غريزي وجود ذلك المنتج بين يديه، واستخدامه والاستمتاع به،
كلما تخيل العميل وبقوة امتلاكه للمنتج كلما كان أقرب لشرائه،
لذلك فإننا ينبغي أن نتعامل مع “وصف المنتج” على أنه عملة نادرة وأن نُضمّن الفن القصصي وعلم النفس فيه.
المنتج الموصوف بشكل “جيد” لا يكفي!!! وسط المنافسة الشرسة في السوق، وصف المنتج يجب أن يكون أكثر من رائع.
ينبغي أن تتبع الخطوات التالية مبدئيًا لكي تضمن أن الوصف يقوم على أُسس مُقنعة وصياغة منطقية:
- لمن سنبيع هذا المنتج؟ الجمهور المستهدف في مواقع تسويق المنتجات يمكن أن يُصنّف وفقًا لمعايير الجنس (نساء، رجال)، أو وفقًا للعمر (أطفال، مراهقون، متقاعدون… إلخ) أو وفقًا لنمط الحياة الديموغرافي (أمهات جدد، عشاق السيارات… إلخ)، أو مجموعات أخرى محددة.
- ما هي التفاصيل الأساسية في هذا المنتج؟ وهذا يتضمن سمات مثل الأبعاد والمواد وميزات المنتج ووظائفه.
- أين يمكن للمرء أن يستخدم هذا المنتج؟ والمقصود هل يستخدم في الأماكن المغلقة، أو في الهواء الطلق، لمنزلك أم لسيارتك.
- متى يُستخدم هذا المنتج؟ هل يستخدم في وقت معين من اليوم، أم أنه موسميّ، أو في مناسبات معينة، فمن المهم أن تشير إلى ما إذا كان المنتج يمكن أو يجب أن يستخدم كل يوم أو على مدار السنة؛ لأن ذلك سيتطابق مع قيمته على المدى الطويل.
- لم يعد هذا المنتج مفيدًا أو أفضل من منافسيه؟ يمكن أن يتضمن هذا الوصف أي شيء، انطلاقًا من الجودة إلى القيمة ثم الميزات.
- كيف يعمل هذا المنتج؟ قد لا يكون هذا الأمر مهمًا لكل منتج، لكن إذا كنت تبيع أشياء بأجزاء متحركة أو إلكترونيات فإن هذه النقطة ستكون مهمة.
مُحتوى المَقالة
كيف تكتُب وصفًا مُقنعًا عن منتجاتك لتبيع أكثر؟
استخدم لغة عاطفية:
العاطفة أداة قوية في تحويل الزائر إلى عميل، وفقا لدراسات عن علم نفس الإعلانات، فإن الاستجابة العاطفية للإعلان لها تأثير أكبر من محتوى الإعلان على نية المستهلك لشراء المنتج،
على شبكة الويب ينتشر المحتوى بشكل فيروسي بالنظر لمدى تأثيره العاطفي، وذلك وفقًا لدراسة من جامعة بنسلفانيا، كلية وارتون للأعمال.
يقول باحثون في جامعة ميسوري للعلوم والتكنولوجيا
“إن الاستجابات العاطفية للمستهلكيْن تَلْعب دورًا مهمّا في التنبؤ بقياس النوايا السّلوكية والرضى”،
وبعبارة أخرى: يشتري المستهلكون بناء على ردّهم العاطفي.
أي كلما كانت العواطف قوية، كلما أمكنها أن تؤثر أكثر على المستهلكين، هناك مجموعة واسعة من الأشياء التي تزيد من التأثير العاطفي على شبكة الإنترنت منها تصميم الموقع، تجربة العميل مع المنتج أو الخدمة، كما أن التوقيت يلعب دورًا مهمّا إضافةً إلى عديدٍ من العوامل.
وأحد تلك العوامل هي الطريقة التي كُتِبَ بها وصف المنتج، في مواقع تسويق المنتجات، اللغة العاطفية التي تُكتب بكلمات تلامس وجدان المستهلك بدل توظيف الكلمات العادية، استخدم الإثارة العاطفية في الوصف، إذا كنت مثلا تبيع “حبوب القهوة العربية” فينبغي أن يكون الوصف كالتالي:
“ارتشف فنجانًا من القهوة العربية المُحمّصة بعناية، والمنتقاة حبة حبة، خصيصًا لتستمتع بالنكهة مع العائلة كل يوم“
بدل أن تستخدم هذا الوصف:
“كيسٌ معبّأ من القهوة العربية المُحمّصة، مُصنّع بأعلى معايير الجودة العالمية“
إنك تَعِد المستهلك الذي يزور مواقع تسويق المنتجات بالمتعة والتجربة الغنية بالنكهة مع عائلته في أجواء حميميّة، بدل أن تعده بمجرد كيس من القهوة المحمّصة، وعلى جانب آخر لا بد أن تحرص على ألا تكون مفرط العاطفة كي لا يفقد الوصف معانيه.
المستهلكون يحبون البساطة بقدر ما يحبون التواصل العاطفي، لذلك لا تضيّع المعنى، وخذ بعين الاعتبار نوع المستهلك الذي ستستهدفه، ففي وصف القهوة فوق – أنت تتجه إلى إقناع ربّ أسرة بشراء القهوة منك؛ ليستمتع مع عائلته باحتسائها، سيختلفُ الأمرُ إذا كُنْتَ تقصدُ موظّفًا أو صاحب شركة؛ لأن الوصف حينها ينبغي أن يكون على هذا النحو:
“جدد طاقتك؛ لتعود إلى عملك بكل حماس، ارتشف فنجانًا من القهوة العربية المحمصة بعناية“
القصص والخيال:
إضافة إلى استخدام العاطفة، يمكن أن تستخدم الأسلوب القصصي، لإضافة ميزة وقيمة لمنتجك، خصوصًا إذا كانت هناك قصة ملهمة وفريدة وراء المنتج الذي تقدمه في مواقع تسويق المنتجات.
استخدام وصف يثير خيال المستهلك يُعدّ أيضا من أهم طرق كتابة الأوصاف باحترافية لتعزيز عملية البيع، فالبحوث تثبت أنه كلما أمسك العميل منتجا في يديه كلما كان أكثر رغبة في امتلاكه وبما أنك تبيع على الإنترنت ولا يمكن للعميل أن يمسك المنتج قبل شرائه، لا بد أن تعتمد على إثارة خيال العميل وشغفه تجاه منتجك لتقنعه أكثر بشرائه، ينجح الأمر دائما عندما تشرح للعميل كيف سيشعر عندما يستخدم منتجك، تقول مايا آنجيلو: “لقد تعلمت أن الناس سينسون ما الذي قُلته، ولكنهم لن ينسوا أبدا، كيف جعلتهم يشعرون“.
في المثال في (الصورة) استُخدم الخيال بشكل بارع، يمكن للعميلة أن تتخيل نفسها وهي ترتدي الصندل الصيفي المضاد للمياه وترقص بخفة على الكثبان الرملية، رغم أن ذلك يمكن ألا يحدث، إلا أن الوصف يثير خيال العميل لدرجة أنه قد يشتري الصندل دون حتى أن تكون لديه خطط للذهاب إلى البحر، بدأ الوصف بأسلوب قصصي مشوق ثم الحديث عن فوائده وميزاته وأنواعه.
تحدّث إلى العميل:
الكثير من وصف المنتجات تكتب في مواقع تسويق المنتجات بطريقة تتحدث فيها عن المنتج فقط!!!
فبدل أن تقوم بمجرد وصف المنتج، قم بوصف صلة المستخدم بالمنتج!
إذا اعتمدنا على مثل القهوة فوق فإن الوصف الأول يتحدث إلى الشخص الذي سيتناول القهوة، أما الوصف الثاني يتحدث عن القهوة فقط،
وفي مثال الصورة أعلاه، يخاطب الوصف العميل بشكل مباشر
ويخبره كيف يمكن أن يستمتع بشعور الانتعاش والشعر الحريري كل يوم مع كل استخدام،
يمكن أن ينقر العميل خيار “اعرف المزيد”، ليكتشف مزيدا من التفاصيل والميزات عن المنتج.
تحدث إلى عميلك أثناء الوصف واجعله يعرف عما سيعثر بالضبط إذا استخدم منتجك،
وكيف سيستمتع ويستفيد من مواصفاته الفريدة، سيكون وصف المنتج أكثر إقناعًا وتخصيصًا،
إذا أشرت إلى العميل أثناء حديثك عن مزايا المنتج،
ما يجعله متأكدًا أنك تخاطبه وأنك صمّمت المنتج خصيصًا له،
استخدم الأوصاف التي تتحدث إلى المستخدم وليست تلك التي تصف المنتج فقط.
صِف النتائج لا الفوائد:
العميل أكثر اهتمامًا بما سيحققه المنتج له من ما الذي سيفعله المنتج،
يصعب على كُتاب وصف المنتجات أحيانًا تحديد الأمر، فهم يركزون على المنتج، ميزاته الفريدة، نقاط البيع،
فيما يتجاهلون أحيانا أن المنتج لا يمتلك فقط وظائف بل أيضًا نتائج.
إذا كانت مواقع تسويق المنتجات تبيع آلةً لتحضير القهوة،
فإن ذكر وظائفها (تحضير القهوة بسرعة)، لن تكون بمثل فعالية ذكر النتائج التي سيحصل عليها العميل من استخدامها
عندما تتحدث عن توفيره للوقت ووصوله إلى المكتب في الموعد، أو مواصلة الاجتماعات بفاعلية دون إهدار الوقت في إعداد القهوة وما إلى ذلك.
قبل أن تفكر في وضع وصف المنتج الذي يتحدث عن ميزات المنتج وتقديم إحصاءات ومواصفات وقياسات،
تحدث عن الفائدة منه أولًا، معظم المستخدمين يتصفحون المتاجر الإلكترونية ويبحثون عن المنتجات التي تقدم لهم فوائد،
لا تجعل المواصفاتِ الفنيّة تغطي على الفوائد التي سيجنيها العميل من المنتج،
تأكد أن يقرأ الفوائد أولًا؛ لأنه وبشكل تلقائي سينتقل فيما بعد للنقر على خيار “مزيد من التفاصيل”
لقراءة المواصفات الفنية ليتأكد تماما من ملائمة المنتج له.
اللغة المناسبة لكل منتج والاختصار هو الحلّ:
احرص على الكتابة بطريقة جذابة، خالية من أي أخطاء لغوية أو نحوية أو إملائية، وأن يكون الوصف مختصرًا نسبيًا؛
فالعملاء لا يحبون قراءة صفحات طويلة في وصف منتج ما، وقد تكون فقرة قصيرة كافية جدًا لاتخاذ القرار،
وبالرغم من أن نسبة كبيرة من المستهلكين يحبون الاختصار ومعرفة الفوائد بشكل مختصر
إلا أننا لا يمكن أن نتجاهل الفئة الأخرى (وإن كانت قليلة) التي تحب الإسهاب والتدقيق في كل التفاصيل صغيرها وكبيرها،
يمكن إرفاق كتالوج مع الوصف يتمكن المستهلك من تحميله لمعرفة المزيد عن المنتج.
استخدم اللغة المناسبة لكل منتج في كتابة مواصفته،
فمثلًا/ إذا كنت تبيع منتجات تقنية ستضطر إلى التحدث بلغة تقنية؛ لأن عملاءك هم بلا شك خبراء في التقنية، وتوفير التفاصيل التقنية بدقة سيكسبك ثقتهم كخبير فيما تبيعه، إذا كنت تبيع منتجات التخسيس فستكون لغتك علمية وطبية أكثر وهكذا.
أما إذا أردت أن تنقل طريقة كتابة وصف المنتجات خاصتك إلى مستوى أعلى في موقعك لتسويق منتجاتك،
فإن تجميع الكلمات ورصفها ليس هو المطلوب في كل الأحوال، لا بد أن تؤمن بالمنتج قبل كل شيء،
لا يكفي أن تكون بائعًا فقط، بل شخصًا يؤمن بأن منتجه سيغير حياة الكثير إلى الأفضل،
عندما تتقن فن الوصف ستنتقل إلى آفاق جديدة تجاه تحسين مبيعاتك.